عن ذلك الإنسان ..




عن ذلك الإنسان الذي يملأ حياتنا.. فيكون مرة حبيبا ومرة صديقا وندّعي أنه أخ على طول الزمان..
عن ذلك الإنسان الذي لا ينسانا وإن ادعينا نسيانه، ولا يهجرنا وإن ادعينا هجرانه، ويتابعنا في كل حين وآن..
عن ذلك الإنسان الذي يتمنى سعادتنا دوما حتى وإن لم يكن معنا، ويتمنى راحتنا دوما حتى وإن لم يكن مرتاحا
عن ذلك الإنسان الذي يقتسم معنا العمر بطوله، والحياة بتفاصيلها، حاضرا كان أم غائبا..
عن ذلك الإنسان الذي ليس من دمنا لكنه من أقربائنا، وليس من جيراننا لكنه يفتح شباكه كل يوم على حياتنا ليطمئن دون ضجيج..
عن ذلك الإنسان الذي يمنحنا وقته واستماعه حتى وإن لم يكن صافي الذهن ..
عن ذلك الإنسان الذي لا يخاصمنا إن اختلفنا، ولا يفجر إن تخاصمنا، والذي يبادر دوما بمد كف التصالح وبالابتسام..
عن ذلك الإنسان الذي يتذكرنا رغم البعد، ويتذكر آباءنا وإخوتنا وأخواتنا وجيراننا الأقدمين، ويسعد ببراءة طفل حين يعلم أننا أنجبنا مولودا جديدا..
عن ذلك الإنسان الذي يصر دوما أننا سنلتقي مهما بعدت المسافات وفرقتنا الأيام ولقمة العيش..
عن ذلك الإنسان الذي يبتسم دوما حين يلقانا وحين يسمعنا في الهاتف وحين يرسل لنا الرسائل الإلكترونية دون أن ينتظر الابتسامة المقابلة ..
عن ذلك الإنسان الذي لا تخلو حياة أي منا مهما بلغت من جفاف من وجوده، حتى وإن ظننا في لحظة ما أننا بالفعل لا أحد لنا في هذا العالم..
عن ذلك الإنسان الذي نعرفه جيدا ويعرفنا جيدا ونريد دوما أن نشركه في تفاصيل حياتنا، حتى وإن ابتعد أحيانا..
عن ذلك الإنسان الذي يدافع عنا في غيابنا حتى وإن لم يعلم تفاصيل الحكاية، ويهاجمنا بصراحة لا نجدها لدى غيره إن أخطأنا، ويرشدنا إن ضللنا، ويشد على أيدينا في الحزن ويحضننا في الفرح، ويأخذ بأيدينا إلى بيوت الله   ..
عن ذلك الإنسان الذي ليس أخا ولا صديقا ولا حبيبا ..
إنه كل هؤلاء
نعرف أنه كل هؤلاء
نقولها له حينا
ونخفيها حينا
لكننا على يقين به وبوجوده
عن ذلك الإنسان .. سوف يتسع الوقت يوما لنروي ونكتب ...

وسام الدويك

2:15 ص الخميس 26 نوفمبر 2015 
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب وسام الدويك

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك