خمسة وعشرون ميلا
وفضة كثيرة
قناع شوهته التراتيل
وقبضة من رمل فسيفساء الوجوه
تموج وتبرد
شيئا
فشيئا
يأتي من لا ظل له
إلى حيث غرس سيفه
مرة في قلب رجل
ومرة في قلب تفاحة
ومرة في وجه صحراء شاسعة
ليسأل:
هل يستريح المحارب؟
***********
بوابة الموتى
وحبل المشنقة المدلى
من أول صفحة في السماء
تحمل جثة العمر
،طعم الهواء يغيظ العابرين
والدخان
آه الدخان
يملأ الصدر والأفق
يتخلل الغبار الذي نما فجأة
إثر حرب لا توازيها حرب
والحصان اتأد مرة
وصهل مرتين
وأنا في عنفوان المعارك
وحدي
أبحث عن استراحة محارب.
*****************************
قبضة
والريح لا يهمها الدم
والقبائل جاثية
على شكل هرم أو هرمين
ثقيلين على الروح
والروح
منشقة
عن قوانين المعارك
تزأر
والطواحين الصدئة تزأر أيضا
غير عابئة بالعابرين المثقلين
عبر مفازة هي الروح باتساعها
لا تحارب الروح
بل الجسد يحارب
يحارب أجسادا وظلالا غابرة
*****************************
مثلي مثلك
أيها المتوثب على حافة الأفق
تحمل رمحا
وأحمل سيفا ينتهي بزمردة
أحمل راية وتحمل أخرى
ينصهر الجسدان في حرقة الرغبة
في الموت
،في الانتصار
مثلي مثلك
أيها المتوثب على حافة الأرض
رويدا
فأنا قادم
معي كأس ملح
وعصفورة شرسة
تفغر فاها
،تحاول أن تفقأ عين الحكاية كلها.
********************************
الذين يموتون في الحرب
فوق أو بين الصروح
لا يصفحون عن الذين يموتون واقفين
كأنهم مزروعون في رمل التصالح مع النفس
فالحرب لا مجد لها
الحرب معاول شرسة تشرب الدم
ولا راحة إذن للمحارب.
23/1/2009 – 12.30 م
(من ديوان: قصائد ضد الحرب - تحت الطبع)
تعليقات بلوجر
تعليقات فيس بوك