"الكثير
من الشعراء شعراء على وجه الحصر
أما
أنا فإنني شاعر مؤرخ
أنا
لا أستطيع كتابة رواية أو مسرحية
لكنني
أشعر في داخلي
بمئة
وخمسة وعشرين صوتا
يخبرونني
أنني قادر على كتابة التاريخ
..لكن
لم يعد هناك مزيد من الوقت الآن"
كافافي
ـــ نعم
هي
الأسرار القديمة
فمن يعرف "كافافي" يعرف أنه كان يحيط نفسه، وحياته بهالة من الغموض، ومن لا يعرفه
نذكر له أنه يوناني الأصل، ويدعى قسطنطين، سكندري المولد والإقامة والهوى، عمّر سبعين عاما
باليوم، ولم يكن مشهورا في حياته، بل جاءته الشهرة متأخرة جداً، ثم طبقت شهرته
الآفاق بعد أن مات، شأنه شأن الكثير
من المبدعين العظام في كل زمان ومكان في العالم، كان يعمل سمسارا في
البورصة وكاتبا بوزارة الري، ولمن يتأسى على حاله من عدم الاستقرار في العمل نذكر
له أن شاعرنا ظل طيلة حياته، وحتى (طلوعه على المعاش) متعاقدا ولم يتم (تثبيته) في
عمل حكومي نهائيا، وهو شاعر العامية اليونانية، وهو ابن رجل الأعمال (بيتر جون) أو
(جون بيتر) كما كتب البعض اسم أبيه، جده لأمه تاجر ألماس شهير يدعى (فوتيادي)، وهو الفتى
الذي لم يزد قدر تعليمه الأكاديمي على ما يوازي الآن في مصر (دبلوم التجارة) وهو
أيضا المتحدث بعدة لغات بينها العربية، وهو المتفرد في لغته و شعره وحياته، عاش
أعزب ومات كذلك، وله في كل ساعة من حياته قصة مختلفة عجيبة وغريبة، ولكنها ليست
كذلك بالنسبة للمختلفين أمثال "قسطنطين كافافي"
ألم
يرد إلينا ما قالته
شاعرة زارته في أواخر أيام حياته من أنه كان يضئ شمعة واحدة ولضيفه – أيا كان هو
- شمعة أخرى، فإذا أراد أن ينهي الحوار
أطفأ شمعة .
فلتتخيلوا
معي وجهه الذي ينيره شعاع خافت من شمعة
...................
وجهه الذي يملؤه نور شمس الإسكندرية
................... وروحه التي يلوحها الحنين وتصفيها المحبة
،
روحه التي لم يجرؤ الموت على الاقتراب منها فاستسهل جسده النحيل.
مرهق
هو "كفافيس"
وغامض
أيما غموض
حتى
اسمه نقرؤه مرة (كافافي)،
وأخرى(كفافي)، وثالثة (كافافيس)
،
ورابعة (كفافيس) ............
إنه
بحر من .......( الأسرار القديمة ) .
تعليقات بلوجر
تعليقات فيس بوك