مفاجأة بالصور .... مافيش حاجة اسمها سياحة داخلية في مصر!!!!!



ولا خارجية طبعا، ده لو جاز لنا اننا نقول خارجية، يعني ماحدش بييجي يزور بلادنا ويشوف آثارنا، هو أينعم فيه ناس بتيجي شرم والغردقة، بس مش دي السياحة الأساسية اللي مفروض تكون في مصر اللي فيها كل الآثار دي .. صح؟
واللي يعتقد ان الكام واحد اللي بيشوفهم في المتحف المصري ولا القلعة ولا الحسين دول دليل على السياحة أقول له لأ انت ماشفتش بقى سياح، خلي حد شاف الأعداد في التمانينات وحتى التسعينات رغم الإرهاب برضه كانت قد ايه.
وحتى اللي بييجوا السياحة الشاطئية مش الأعداد دي هي اللي مفروض تكون موجودة ومصر مش محتاجة اني اقول انها مفروض تبقى رقم واحد في العالم في جميع أنواع السياحة.
نيجي بقى لحكاية السياحة الداخلية، أحب أقول لكم رغم كل الأعداد الكبيرة من الناس وخصوصا الشباب بتوع الجروبات الفيسبوكية اللي بيروحوا الآثار إلا إننا بالفعل ما عندناش سياحة داخلية في مصر!!!!!!!!!
احنا – للأسف – ماعندناش ثقافة السياحة الداخلية ولا فكرة السياحة دي أصلا، يعني الأساس مش اننا نحوش وناخد اجازة ونفرغ نفسنا لزيارة الآثار أو لاستكشاف المناطق البعيدة عن سكننا، لأ الحكاية فسحة مع الاصحاب ولقطتين سيلفي أو بكاميرا (بروفشنال) يترفعوا ع الفيسبوك والناس تعلق ودمتم!!
وقبل بس ما نفصل في موضوع مهم زي ده، خلونا الأول نعرف يعني إيه سياحة؟
المعنى اللغوي من معجم المعاني الجامع:
ساحَ في يَسيح، سِحْ، سَيْحًا وسِياحةً وسَيَحانًا وسُيُوحًا، فهو سائح، والمفعول مَسِيحٌ فيه سَاحَ الْمَاءُ : جَرَى، سَاحَ الظِّلُّ : تَحَوَّلَ، سَاحَ فِي البِلاَدِ : جَالَ فِيهَا للِسِّيَاحَةِ وَالتَّنَزُّهِ  سَاحَ الْمُتَعَبِّدُ : ذَهَبَ فِي البِلاَدِ للِتَّعَبُّدِ.
 
طب دي اللغة، ايه بقى التعريف "الإجرائي" السياحة، يعني منظمة السياحة قالت ايه عنها؟
التعريفات الدولية
السياحة هي نشاط يقوم به فرد أو مجموعة أفراد يحدث عنه انتقال من مكان إلى آخر أو من بلد إلى أخر بغرض أداء مهمة معينة، أو زيارة مكان معيّن أو عدّة أماكن، أو بغرض الترفيه، وينتج عنه الاطلاع على حضارات وثقافات أخرى وإضافة معلومات ومشاهدات جديدة، والالتقاء بشعوب وجنسيات متعددة يؤثر تأثيراً مباشراً في الدخل القومي للدول السياحية، ويخلق فرص عمل عديدة وصناعات واستثمارات متعددة لخدمة النشاط ويرتقى بمستوى أداء الشعوب وثقافتهم وينشر تاريخهم وحضاراتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويشكّل حالياً صناعة مهمة وواعدة تقوم على أسس من العلم والثقافة.
وهي أيضا نشاط ترفيهي خارج عن الروتين الذي يحياه السائح، هدف السياحة إنعاش روح الفرد، وتكون السياحة بانتقال الفرد من المكان المقيم فيه إلى مكان آخر في نفس الدولة أو الانتقال إلى دولة أخرى، مع توفير جميع الخدمات والمستلزمات لهذا النشاط في مدة لا تقل عن 24 ساعة ولا تتجاوز السنة.

والسياحة هي نشاط السفر بهدف الترفيه أو التطبيب أو الاكتشاف، وتوفير الخدمات المتعلقة بهذا النشاط، والسائح هو ذلك الشخص الذي يقوم بالانتقال لغرض السياحة لمسافة ثمانين كيلومترا على الأقل من منزله، وذلك حسب تعريف منظمة السياحة العالمية (التابعة لهيئة الأمم المتحدة).
حلو .. ده تعريف السياحة، لغة ومعنى وإجراء، هاه .. يبقى اللي بنعمله ده كله يتسمى سياحة داخلية؟ طبعا لأ، لإن الناس بتروح الآثار تتصور، أو تتمشى أو تغير جو أو تتفسح أو تشم هوا، وخصوصا خصوصا في المعز اللي اتكلمنا عنه بالتفصيل في مقال سابق.
ثم هل فيه صناعات أو مهن أو حرف أصبحت موجودة أو كانت بطلت ورجعت تاني زي تصنيع وبيع الأنتيكات والمستنسخات والملابس والإرشاد السياحي بمقابل، نتيجة للرحلات الصغيرة دي؟ طبعا لأ ، روح اسأل اي حد من اللي بيبيعوا الانتيكات في الهرم ولا المعز هاتلاقيهم مش لاقيين ياكلوا والأسعار نزلت جدا واحنا برضه بطبعنا المصري العظيم بنفاصل، وبرضه مابنشتريش إلا القليلين جدا.
وبعدين بيقولك 24 ساعة وتمانين كيلو!! طب بلاش تعال كدة اعمل جولة علمية وهات مرشد سياحي مجاني كمان، وقول للناس احنا من الساعة 9 ص لحد 5 م هانزور آثار ونشرح ونتعلم ونعرف معلومات .. مليون في المية تلات ارباع الناس هايسيبوك ويمشوا في نص اليوم، مش عشان حاجة غير اننا ماعندناش ثقافة السياحة، احنا مخنوقين وعايزين نغير جو وبس وده مش عيب ولا وحش بس ماينفعش يتقال عليه سياحة داخلية ولا حتى من النوع الترفيهي.. دخول السينما والتمشية ع الكورنيش امتع وارخص واوقع واللي بيعملوا كدو مابيقولوش انهم بيعملوا سياحة داخلية ...
طب خلونا نعتبر النشاطات الترفيهية والسفر والتمشية والتصوير والحاجات دي سياحة داخلية، طب ايه العائد للفرد والدولة؟
للفرد .. شوية تغيير جو، وقلة قليلة نادرة اللي بتدور على المعرفة أو التثقيف.
للدولة:هل تعتبر الحاجات دي سياحة داخلية تعتمد عليها الدولة كمصدر للدخل، باعتبار ان السياحة عموما كاااااااانت مصدر دخل مهم جدا مع  قناة السويس والبترول؟
طبعا لأ، حتى مع زيادة أسعار تذاكر المناطق الأثرية اللي انا دايما كنت معاها لكن مع وجود تطوير وخدمات في المناطق، بس اللي حصل ان الدولة لقت الشباب عمالين رايحين جايين ع المعز والكام مكان القليلين اللي بيروحوهم، عملت ايه؟ زودت الأسعار، بنسب مبالغ فيها جدا، يعني خمس أضعاف مرة واحدة، طب هل حصل أي تغيير؟ فيه خدمات مثلا؟ فيه ترميمات جديدة مثلا؟ ولااااااااااا حاجة
وهل الفرق اللي حصل في الأسعار يعتبر دخل قومي؟ طبعا لأ .. ده ولا 100 ضعف عشان نقول دخل قومي طبعا !!!!!
الحقيقة باعتباري آثاري قديم وشرير في ذات نفس الوقت أقدر اقول لو المسئولين عايزين يرجعوا السياحة فعلا كانوا عملوا الحاجات اللي ترجع السياحة العامة عندنا ونلاقي أمن وأمان ونظافة ونظام وترميم واهتمام ودعاية دولية تشجع السياح في العالم انهم ييجوا تاني هنا .. مش يغلي الأسعار على البسطاء والطلبة والشباب وكمان كل شيء على حاله وبيزداد سوءا!!!!
لإنه ببساطة أسرة مكونة من خمس أفراد كانوا بيدفعوا 7 جنيه عشان يدخلوا منطقة أو أثر (الأب والأم 4 جنيه بواقع جنيهين لكل منهما، والأبناء الثلاثة كل واحد جنيه باعتبارهم طلاب) إضرب بقى في خمس أضعاف.. يبقى منطقي إن رب أسرة يكتب على الجروب اللي هو مشترك فيه أشوفكم في الأماكن المجانية بقى، الميزانية لا تسمح!!!!
طب ممكن حد يقول ما هو الترفيه جزء من السياحة اللي هي أصلا كذا نوع، ومنها :
أنواع السياحة :
  الدينية، العلاجية، الاجتماعية، الشاطئية، الرياضية، الترفيهية، الثقافية، البيئية المؤتمرات، المغامرات، السيارات والدراجات، المعارض، التسوق، وأخيرا:  التأمل والتجوال (وهما أحدث أنواع السياحة في العالم).
أقول له صح فعلا، لكن لازم ده يحصل بشكل منظم وعلمي ويبقى فيه توعية للناس حوالين فكرة السياحة الترفيهية، لإن الحكاية مش فسحة هانشوي فيها فرختين ولا نبات في الجبل ونرجع، لأ المسألة زي ما قلنا ليها أبعاد تانية كتير، وفيه غياب كامل لدور الدولة هنا، وفيه عشوائية شديدة في الرحلات دي كانت نتيجتها وفاة بعض الناس أحيانا، فازاي تبقى سياحة داخلية ترفيهية ولا شاطئية ولا اي حاجة وهي بالشكل ده؟
الخلاصة .. احنا كمصريين لازم نتعلم مفهوم السياحة، وازاي نتعامل مع الآثار لإن كتير من المراهقين باشوفهم في المناطق الأثرية بيلعبوا ويتريقوا ع الآثار ويشخبطوا عليها كمان !!!!!!!

والدولة لو عايزة تبقى عندها اي نوع من انواع السياحة لازم ترجع الأمن والنظام والنظافة وترمم بجد الآثار اللي بتقعد بالعشر سنين تحت الترميم، وتوعي الناس بشكل منظم بكيفية التعامل مع الأثر والسائح، وتمد اديها تساعد المجموعات الكتيييييييير اللي على الفيسبوك اللي اكترهم غير متخصصين ولا همهم غير الشهرة ولم فلوس وفسح مجانية ليهم، والقلة القليلة جدا هي اللي بتقدم خدمة مجانية حقيقية، لازم يبقى فيه تعاون حقيقي وجاد بين الدولة ممثلة في وزارات الآثار والسياحة والثقافة والتعليم والتعليم العالي وبين المجموعات والأفراد والجمعيات الأهلية وأصحاب المبادرات عشان يبقى فيه فعلا حاجة اسمها "سياحة داخلية في مصر" .. عقبال ما ترجع السياحة اللي مش داخلية ياااااااااارب.

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب وسام الدويك

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك